النوم من أهم الأنشطة الحيوية التى يحتاجها الجسم لتساعده على بداية اليوم بكل نشاط وحيوية،
كما أنها تعزز الصحة وتساعد على نمو الأطفال بشكل صحى وأمن ومع اقتراب موسم الدراسة
والسهر يهددهم بالأمراض
يقوم الكثير من الأطفال بأخطاء صحية عديدة أبرزها السهر حيث يجد الأطفال متعة كبيرة في
السهر خصوصًا في الإجازات، وذلك لالتزامهم بالنوم مبكرًا طيلة أيام السنة الدراسية، فيبقى معظم الأطفال
مستيقظين لساعات متأخرة وهم يستخدمون مختلف الأجهزة الإلكترونية الحديثة أو جالسين أمام التلفزيون قالبين ميزان
الكون.
والأطفال هم أكثر فئة تحتاج للنوم مبكرًا لما للنوم المبكر من منافع صحية متعددة، حيث
تحتاج أجسامهم لبعض الهرمونات التي تساعدهم على النمو وهذه الهرمونات يحصل الأطفال عليها أثناء نومهم
ليلاً، وللتعرف أكثر على مخاطر سهر الأطفال التقينا باستشاري الأطفال والمواليد بمستشفى ابن النفيس د.
عبدالهادي المحسن فكان اللقاء على النحو التالي:
] ما هي الفوائد الصحية التي يحصل عليها الطفل عند نومه مبكرًا؟
النوم المبكر يقوم بتنظيم الساعة البيولوجية لدى الصغار والكبار، فتنظيم الحياة من خلال تخصيص وقت
لنوم الأطفال مبكرًا الى جانب تناول وجبات مفيدة يعود بالنفع على الأطفال فالنوم المبكر يفرز
هرمون «البروت» وهو ما يحتاجه الأطفال لزيادة نموهم، ولكن للأسف هناك بعض الآباء اللذين يشجعون
أطفالهم على السهر وذلك من خلال الجلوس معهم لساعات متأخرة حتى الفجر بدلاً من تشجيعهم
على النوم مبكرًا، وتشكل هذه الخطوة خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال نظرًا للأضرار النفسية والصحية
التي تصيب الأطفال بسبب السهر بشكل عام.
] وما الأخطار التي قد تطرأ على صحة الأطفال بسبب السهر؟
أخطار كثيرة قد تصيب الأطفال الذين يتعرضون للسهر أبرزها عدم انتظام الساعة البيولوجية لديهم ما
يتسبب ببطء في نمو الطفل، وإذا قام الطفل بالسهر فهذا مؤشر جيد ليكون الطفل عصبيًا
بعد استيقاظه من النوم، حيث انه لم يحصل على القسط المطلوب من النوم في الساعات
الليلية وبالتالي يؤثر السهر على نشاطه وعلى استيعابه والتفاعل مع الأطفال الآخرين لقلة إدراكه وتركيزه.
] وهل لنا أن نتعرف على الأسباب التي تجعل الطفل كثير السهر؟
سلوكيات الآباء وانشغالهم عن أطفالهم هي أحد الأسباب الرئيسية لسهر الأطفال، إذ يقوم بعض الآباء
بتوفير مربية للأطفال بسبب كثرة إنشغالهم وعدم تفرغهم للجلوس مع الأطفال، فيقضي الطفل معظم وقته
مع المربية في اللعب والتي قد تجهل أهمية النوم المبكر للأطفال وفوائده الصحية الضرورية لصحتهم.
] كيف يؤثر السهر على نمو الطفل واستيعابه؟
يصاب الأطفال عند سهرهم بالهذيان وتشتت الذهن ويعود السبب في ذلك إلى تأثر الموصلات العصبية
الكيميائية بالمخ، وينتج عن ذلك: كثرة النسيان، قلة الحفظ والفهم والاستيعاب، نقص القدرة على التعلم
بفعالية، نقص القدرة
على الاستجابة السريعة بسبب نقص الخلايا المسؤولة عن الذاكرة في المخ والتي تعرف بالمادة السوداء،
حيث ان هذه الخلايا تتجدد في الظلام وعند نقصانها بسبب النوم في النهار بدلا من
الليل فإن الطفل يحرم نفسه من تجديد هذه الخلايا المهمة، وقد يصبح الطفل كثير الحركة
بسبب انزعاجه وبذلك تقل شهيته بسبب القلق المستمر
والعصبية ما يدفع الطفل لتناول الحلويات نتيجة خلل استقلاب السكريات في الجسم وخلل في إنتاج
الطاقة وزيادة الطلب على السكريات وقد يصاب الطفل بزيادة في الوزن بسبب كثرة تناوله للحلويات
وإبتعاده عن المأكولات الصحية.
] وكيف يؤثر السهر على نفسية الطفل؟
يؤدي السهر ليلاً لفترات طويلة إلى نقص هرمون «الميلاتونين» الذي يفرزه المخ أثناء النوم ليلا،
ومن المعروف أن هذا الهرمون هو المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي بجسم الإنسان، حيث يعمل
على تقليل الاضطرابات النفسية
والذهنية وهو الهرمون الذي يقوم بالسيطرة على مشاعر التشاؤم والقلق، والميل إلى الوحدة والانعزال عن
الآخرين، فالطفل عندما لا ينام الساعات الليلية الكافية يكون في اليوم الثاني عصبيا ولايحب التفاعل
او التحدث مع
الاخرين، وتصيبه حاله من تعكر المزاج، والمبالغة في ردود الأفعال العاطفية والنفسية، والغضب السريع، والشعور
بالإحباط والاكتئاب والتوتر، والطاقة السلبية الكبيرة، والأرق، والشعور بالحزن بلا سبب واضح، فينعزل عن المجتمع
ولا يتفاعل مع الآخرين.
] ما هي الأمراض التي يصاب بها الطفل أثناء فترة السهر؟
يصاب جهاز المناعة لدى الطفل بالتشويش والانزعاج نتيجة السهر، فجهاز المناعة تتم برمجته على ساعات
للنوم وأخرى للاستيقاظ ما قد يصيب الطفل بأمراض مختلفة نتيجة تعرض جهاز المناعة لخلل بسبب
السهر، وكما ذكرت عند انزعاج الطفل في اليوم التالي واصابته بالقلق يقوم جسمه بإخراج هرمون
«الكرتزول» وبالتالي قد يصاب الطفل بإزدياد في نسبة السكر وارتفاع الضغط.
] وكم عدد ساعات النوم الطبيعية للطفل؟
الأطفال حديثو الولادة تصل ساعات نومهم الى 20 ساعة في اليوم، وقد تصل في الاسبوع
الاول من الولادة الى 22 ساعة، وتقل ساعات نوم الأطفال تدريجيا مع تقدمهم في السن
بحيث تصل الى 16 ساعة يوميًا، اما البالغون والكبار فتصل ساعات نومهم الطبيعي لحوالي 7
ساعات يوميًا.
] كيف نتعامل مع السهر عند الأطفال؟
لابد أن يكون للآباء دور في التعامل مع سهر ابنائهم، ويجب أن يكون لديهم وعي
كامل بأهمية النوم المبكر لصحة الطفل ليتمكنوا من تعويد الطفل على الخلود للنوم مبكرا بدلا
من السهر، وعليهم تهيئة الأجواء المناسبة من تقليل
الإضاءة بالغرفة واستبدال ملابسهم اليومية بملابس النوم وإخراج الأجهزة الالكترونية من غرفة الطفل حتى لا
يعبث بها، ويجب تطبيق هذه الخطوات بشكل يومي حتى يعتاد الطفل على النوم مبكرًا من
تلقاء نفسه، فليس من المنطقي أخذ الطفل للسرير وإجباره على النوم فهذه الخطوة قد تربكه
وتتسبب له بالقلق وبالتالي تقل رغبة النوم لديه.
] هل تسهم التكنولوجيا في تحفيز الأطفال على السهر؟
نعم بلاشك، فالتكنولوجيا لا تسلب الأطفال نومهم اثناء الليل فحسب بل حتى في أوقات النهار
بالنسبة للأطفال اللذين لا يسهرون استطاعت التكنولوجيا أن تصيب الأطفال بمرض التوحد ويعود ذلك بسبب
جلوسه وحيدا لمشاهدة
التلفزيون او من خلال اللعب على الأجهزة الالكترونية، وبالتالي لن يتفاعل مع الأطفال الآخرين وسيقضي
معظم وقته وحيدا ما قد يجعله سريع الانزعاج وتكون لديه عدائية تجاه الأطفال الآخرين بسبب
انعزاله عنهم وقد يصاب
الطفل على الرغم من صغر سنه بحموضة في المعدة أو حول في العين بسبب هذه
الأجهزة، وأخيرا أنصح الآباء بالاهتمام بأطفالهم من خلال تعويدهم على الخلود للنوم مبكرًا فالأطفال هم
عماد المستقبل، وإذا لم نأخذ بيدهم منذ بداية أعمارهم فلن يكونوا كما نريد ولن يكونوا
فعالين في المجتمع والحياة والأطفال زينة الحياة الدنيا لذلك يجب على الآباء الإهتمام بهم وبصحتهم
من شتى النواحي.